موضوع: اغلق بوكا وبقيت تداعياته نارا تحت الرماد الإثنين نوفمبر 09, 2009 7:14 pm
يعد بوكا المعتقل الامريكي الاكبر في العراق والذي تأسس عام 2003، ذلك المعتقل كانت تديره القوات الامريكية في محافظة البصرة رغم ان تلك المنطقة كانت تحت سيطرة القوات البريطانية حتى وقت قريب، حيث ان معتقل بوكا يقع ضمن حدود قضاء ام قصر ويمتد لمساحات واسعة في الصحراء (1500) مترا طولا في عرض يصل الى (600) مترا، يبعد عن الحدود الكويتية 800 متر فقط، وعن ميناء أم قصر كيلومترين، وعن مدينة صفوان 10 كيلومترات.
يرجع البعض سبب تسمية المعتقل باسم بوكا وفاءا لرجل الاطفاء الامريكي (بوكا) الذي قتل وهو يسارع لانقاذ الضحايا في احداث 11 ايلول الشهيرة حيث سقطت عليه كتلة نارية من أحد الابراج وفارق الحياة.
ضم المعتقل الاف المحتجزين من مرتبكي مختلف الجرائم الارهابية والجنائية ومنهم متهمين لم يحسم امرهم ربما سيقوا الى هناك بمحض الصدفة، واوكل البت بمصير المعتقلين الى لجنة مشتركة تقوم بدراسة ملفات المعتقلين والاشراف على اطلاق سراحهم، وتتكون اللجنة المذكورة من تسعة اعضاء، ستة منهم من العراقيين وهم يمثلون وزارات العدل والداخلية وحقوق الانسان وثلاثة من ضباط الجيش الامريكي.
اليوم وبعد مدة طالت ست سنوات وبعد ان حسم مصير جميع من فيه طويت صفحة معتقل بوكا واعلن عن اغلاقه للابد بعدما اطلق سراح بعض من كان فيه والبعض الاخر تمت احالتهم الى السلطات العراقية فنقلوا الى معتقلات اخرى، وبذلك يكون قد استدل الستار تماما على قصة بوكا الذي انتهى كمعتقل لكن تداعياته لن تزول بهذه العجالة، لانه وان كان البعض لاتفارق ذاكرته ايام طوال قضاها ظلما في قلب الصحراء فان البعض الاخر خرج من بوكا حرا طليقا رغم انه يستحق القصاص العادل! وما الاحداث الاخيرة التي شهدها العراق الا دليل على ذلك، كما هو الحال مثلا مع جريمة الاعتداء على الصاغة في بغداد من ابناء الصابئة او الانتحاري الذي قام بتفجير شاحنة مفخخة امام وزارة المالية او العديد من العمليات الاجرامية التي قام بها من كان في معتقل بوكا ثم اطلق سراحه.. لا بل ورد على لسان وزير الامن الوطني شيروان الوائلي ان ابو عمر البغدادي كان معتقلا في بوكا لاكثر من عام ثم اطلق سراحه لعد ثبوت هويته. لما تقدم ولغيره على الحكومة ان تراجع مرة اخرى ملفات المعتقلين ممن اطلق سراحهم او ممن لازالوا قيد الاعتقال في معتقلات اخرى لكي لاتختلط الاوراق من جديد ونشاهد مزيدا من الدماء العراقية تسيل هدرا على يد من كانوا في معتقل بوكا.